حالنا اليوم
إنه لمن المحزن أن نرى أنفسنا اليوم في الشهوات غارقين نصارع أمواج
الأهواء لوحدنا ، فلا منقذ يمد يده إلينا فينقذنا و ينقذ طموحاتنا و أمالنا
، و لا معين يعيننا فيرمي لنا حبل النجاة عله يخلصنا من المشاكل التي ما
فتأت تطاردنا أين ما حللنا ، فما هي تركتنا نحقق مبتغانا و ما نحن فررنا
فنجونا منها ،…آه عذرا يا أيتها المشاكل ، عذرا يا دنيا ، عذرا أيتها
المصائب ، جعلناكي وحشا مفترسا ينقض علي فريسته ، حقا ، لقد أصبنا بالهذيان
فلم نعد نقدر على أن نفرق بين المفترس و الفريسة ، لم نعد نفرق بين الظالم
و المظلوم ، لم نعد نفرق يبن الأمين و الخائن ، لم نعد نفرق بين البريئ و
المجرم ، لم نعد نفرق بين الوضبع و العزيز ، لم نعد نفرق بين الكريم و
اللئيم ، لم نعد نفرق بين السيد و المسود عليه ، أهم أعدائنا و خصمائنا من
أصابنا بهذا الوهن و الخذلان أم هوغدر الزمان و شح الأرض التي نعيش عليها
، أم هم قوادنا و وولاة أمورنا …لا و ألف لا.
نحن من خذلنا أنفسنا و سلبناها عزها القديم ،حين هدمنا المساجد و
المدارس ، حين أفرغنا أوعية صدورنا من بركة القرآن ، حين أحرقنا الكتب و
مزقنا الأوراق ، حين كسرنا القلم ، حين أخرجن سلاطين البيوت من عزهن إلى
ذلهن ، حين أدخلنا أسود الوغى إلى جحر الدياثة ، حين مزجنا حرف الضاد بحرف
أخر ، فلم نستطع وقتها أن نمسك حروفنا و على حروف غيرنا ، حين بدلنا تلاوة
الأيات بتلاوة المقطوعات ، …وحين…وحين..
إن هذا الإنحطاط الأخلاقي و الحضاري و الإجتماعي و الديني و الثقافي
لم يكن لولا إنسلاخنا عن عقيدتنا الصحيحة ، و تخلينا عن مبادئنا و قيمنا
الأخلاقية البناءة التي بنت للعالم صرحا حضاريا يشهد له كل منصف , و لا ينكره
إلا كل حاقد ، و لا يمكن لنا أن نعود إلى المسار الذي كان عليه أسلافنا
إلا بإتباع ديننا الذي هو عصمة أمرنا.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire