أعلان الهيدر

18/01/2016

الرئيسية حالنا اليوم

حالنا اليوم

إنه لمن المحزن أن نرى أنفسنا اليوم في الشهوات غارقين نصارع أمواج الأهواء لوحدنا ، فلا منقذ يمد يده إلينا فينقذنا و ينقذ طموحاتنا و أمالنا ، و لا معين يعيننا فيرمي لنا حبل النجاة عله يخلصنا  من المشاكل التي ما فتأت تطاردنا أين ما حللنا ، فما هي تركتنا نحقق مبتغانا و ما نحن فررنا فنجونا منها   ،…آه عذرا يا أيتها المشاكل ، عذرا يا دنيا ، عذرا أيتها المصائب ، جعلناكي وحشا مفترسا ينقض علي فريسته ، حقا ، لقد أصبنا بالهذيان فلم نعد نقدر على أن نفرق بين المفترس و الفريسة ، لم نعد نفرق بين الظالم و المظلوم ، لم نعد نفرق يبن الأمين و الخائن ، لم نعد نفرق بين البريئ و المجرم ، لم نعد نفرق بين الوضبع و العزيز ، لم نعد نفرق بين الكريم و اللئيم ، لم نعد نفرق بين السيد و المسود عليه ، أهم أعدائنا و خصمائنا من أصابنا بهذا الوهن و الخذلان أم هوغدر  الزمان و شح الأرض التي نعيش عليها  ، أم هم قوادنا و وولاة أمورنا …لا و ألف لا.

 نحن من خذلنا أنفسنا و سلبناها عزها القديم ،حين هدمنا المساجد و المدارس ، حين أفرغنا أوعية صدورنا من بركة القرآن ، حين أحرقنا الكتب  و مزقنا الأوراق ، حين كسرنا القلم ، حين أخرجن سلاطين البيوت من عزهن إلى ذلهن ، حين أدخلنا أسود الوغى إلى جحر الدياثة ، حين مزجنا حرف الضاد بحرف أخر ، فلم نستطع وقتها أن نمسك حروفنا و على حروف غيرنا ، حين بدلنا تلاوة الأيات بتلاوة المقطوعات ، …وحين…وحين..

إن هذا الإنحطاط الأخلاقي و الحضاري و الإجتماعي و  الديني و الثقافي لم يكن لولا إنسلاخنا عن عقيدتنا الصحيحة ، و تخلينا عن مبادئنا و قيمنا الأخلاقية البناءة التي بنت للعالم صرحا حضاريا يشهد له كل منصف , و لا ينكره إلا كل حاقد ، و لا يمكن لنا أن نعود إلى المسار الذي كان عليه أسلافنا إلا بإتباع ديننا الذي هو عصمة أمرنا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.